هل نبحث عنها في طية صفحات الشهوة أم بين مداخل وطرق الشيطان أو بالانقياد للنفس الأمارة بالسوء ؟
إن السعادة الحقيقية لا تكمن في إشباع الشهوات المتعددة في الإنسان ولا يمكن أن تكون .
ولكن السعادة الحقيقة تكمن في مدى قربك من الخالق، فإشباع الشهوات تنشأ عنها سعادة لحظية تنتهي بانتهاء نشوتها حتى ولو كانت من الشهوات المباحة التي تعد غذاءا للجسد فحسب .
بينما لذة القرب من الخالق لا مدى ولا حد للذتها لأنها لذة إشباع الروح المرتبطة بالخالق . فسعادة الشهوة نحاول ان نتلمس الشعور بلذتها . مثلها في ذلك مثل سعادة الحصول على المال نحاول أن نتلمس لذته عن طريق شراء ما نريد فذلك يشعرنا بلذة وجود المال وبالتالي اقتناء ما تهواه النفس متطلبات الحياة وكذلك لذة الطعام نتلمسها بأكل ما نشتهي وهكذا .
بينما لذة القرب من البارئ مكتسبة ، فهي من فيض رحمات الله .
فالسكينة ينزلها الله من عنده لتبعث الأمن والاطمئنان في القلب قال تعالى
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ )
وفي الحديث يقول النبي صلوات ربي وسلامه عليه في وصف مجالس الذكر (لا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا غَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ ، وَحَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ ، وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ السَّكِينَةُ ، وَذَكَّرَهُمُ اللَّهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ )
ا لراوي: أبو هريرة
::صحيح مسلم- الصفحة أو الرقم: 2699
فهذه السكينة لن تجدها ملقاة في طريقك أو عند بائع في السوق بل هي نفحة من نفحات رحمة الله بالخلق فهي تنزل عندما يتحقق سبب نزولها فالمجتمعون لذكر الله تنزل عليهم السكينة من عند الله لا وبل تغشاهم الرحمة لا وبل يذكرهم الله في مكان خير من المكان الذي ذكروا الله فيه فاستحقوا أن يقوموا مغفورا لهم ذنبهم ولا يشقى أيضا معهم جليسهم فتناله من الرحمات مما نالوه ومن المغفرة مما غنموه
كما أن ذكر الله يجلب الطمأنينة في القلب
قال تعالى( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
ولا تنعم بالاطمئنان إلا قلوب ألمؤمنين ، كما أن ذكرك لله تجازى عليه بذكرالخالق تبارك وتعالى لك قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) ، وذكر الله من وصايا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حين أوصى وقال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله وهم من الطائفة الذين ذكرهم الله ومدحهم فقال ( والذاكرين الله كثيرا والذاكرات )
لذا إن كنت تنشد السعادة الحقة ، فبادر فورا بطاعة الله ، ومرغ جبينك بين يدي الله وابك على خطيئتك بين يدي الله وأشك همومك بين يدي الله فمتى ما كنت لله مطيعا وعليه متكلا ومعتمدا وبرزقه راضيا وبأقداره مؤمنا كنت من أوليائه المتقين فيتحقق لك القرب وتحصل على الأنس وتسكن النفس وتنال رضى الله فتسعد في الدارين الدنيا والآخره
وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأزواجه وذرياته وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بقلمي Ahmed.S